ؤ
حذّرت إدارة الرئيس باراك أوباما قوات الشرطة الأميركية من خطر بروز جماعات اليمين
المتطرف في البلاد والذي أذكى أواره الركود الذي يعاني منه الاقتصاد وعودة الجنود
المتذمرين من ساحات الحرب في العراق وأفغانستان ومشاعر النقمة من انتخاب أول رئيس
أسود.
وجاء التحذير في ثنايا تقرير داخلي أعدته وزارة الأمن الوطني التي أنشئت عقب هجمات
الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لتنسيق المسائل التي تهم الأمن الداخلي للولايات
المتحدة.
ونشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية في عددها اليوم مقتطفات من التقرير جاء في أحدها
أن "التراجع الاقتصادي وانتخاب أول رئيس أميركي من أصول أفريقية يعدان بمثابة دوافع
فريدة لتطرف اليمين وتجنيده للأفراد".
ويضيف التقرير أن التهديد الذي يشكله ما سماهم "الذئاب الوحيدة" و"خلايا الإرهابيين
الصغيرة" يبدو الآن أكثر وضوحا منه في السنوات السابقة. والذئاب الوحيدة مصطلح يطلق
على من يؤثر العمل بمفرده وبمعزل عن أي جماعة أو تنظيم.
غير أن التقرير أثار انتقادات من جانب الجمهوريين وجماعات قدامى المحاربين, الذين
أبدوا امتعاضهم لاحتوائه على ما يشير إلى أن الجنود العائدين يشكلون خطرا, حتى إن
الرابطة الأميركية لقدامى المحاربين وصفته بأنه "غير منصف" و"ناقص" و "ذو دوافع
سياسية".
وتسربت نسخة من التقرير في بادئ الأمر ونشرت على مواقع إلكترونية محافظة قبل أن
تلتقطها أجهزة الإعلام الأميركية.
ويخلص التقرير في تقييمه إلى القول: "إن المتطرفين اليمينيين سيحاولون تجنيد قدامى
المحاربين وتلقينهم التطرف من أجل استغلال مهاراتهم وتجاربهم التي اكتسبوها من
التدريب العسكري وساحات القتال. ومن شأن هذه المهارات أن تعزز قدرات المتطرفين بمن
فيهم الذئاب الوحيدة أو خلايا المتطرفين الصغيرة للقيام بأعمال عنف".
ويردف التقرير قائلا: "إن الرغبة التي أبدتها نسبة مئوية ضئيلة من أفراد الجيش في
الانضمام لجماعات إرهابية إبان تسعينيات القرن العشرين بسبب تذمرهم أو إحباطهم أو
معاناتهم من آثار الحرب النفسية حالة تتكرر اليوم".
المصدر: غارديان