من أصدقاء الى أعداء
الجيش العراقي يطارد أعضاء وقادة في الصحوة ضمن موجة
اعتقالات تثير قلق هذه المليشيات السنية التي حاربت القاعدة.
ميدل ايست اونلاين
بغداد - أثارت موجة
اعتقالات لمقاتلي الصحوة في إحدى مناطق بغداد مخاوف باقي الوحدات التي ساعدت في
تخليص العاصمة العراقية من تنظيم القاعدة والتي تخشى ان تكون الحكومة التي يقودها
الشيعة عازمة على اعتقالهم بسبب ماضيهم المتمرد.
واعتقلت قوات الأمن
العراقية في الفترة الأخيرة 11 من عناصر قوات الصحوة في بغداد بتهمة التورط في
نشاطات "ارهابية"، وفقا لمسؤولين عن عناصر الصحوة الذين يحاربون القاعدة والتنظيمات
المتطرفة.
وفي مقابلات جرت الخميس في عدد من مناطق بغداد أعرب أفراد مجالس
الصحوة الذين تساندهم الولايات المتحدة والذين غيروا ولاءهم لقتال القاعدة في عام
2006 عن استيائهم لالقاء القبض على مقاتلين موالين لعادل المشهداني قائد وحدة
الصحوة في منطقة الفضل بوسط بغداد.
وألقي القبض على المشهداني السبت في
مداهمة أدت الى اشتباكات مميتة بين مؤيديه وبين قوات الامن العراقية.
وقال
الفريق مظهر شاهر نصيف قائد العمليات في شرق بغداد انه تم اعتقال 36 حتى الان لكن
من المُرجح اطلاق سراح 14 منهم بسرعة.
وكثير من المقاتلين الذين وصل عددهم
يوما الى 90 الف مقاتل في أنحاء العراق يخشون من فترة طويلة انهم سيعتقلون بسبب
جرائم سابقة بعد ان تسلمت الحكومة السيطرة على برنامجهم من القوات الاميركية في وقت
متأخر من العام الماضي. ويقول الجيش الاميركي مع ذلك ان المشهداني مطلوب بسبب سلسلة
من الجرائم في الآونة الأخيرة.
وتعتبر طريقة تعامل الحكومة مع أفراد مجالس
الصحوة الذين حاربوها من قبل اختبارا رئيسيا لنجاح المصالحة بعد سنوات من إراقة
الدماء الطائفية بين السنة والشيعة.و لا يزال انعدام الثقة باقيا.
ويراقب
وسام فارس (24 عاما) في حرص شوارع حي الغزالية في غرب بغداد وهو يضع البندقية من
طراز ايه كيه-47 على كتفه والمسدس في حزامه. وقال انه يشعر بالتعرض
للخيانة.
وقال بمرارة "نحن ساعدنا القوات الاميركية والجيش العراقي في تحسين
الاوضاع وفرض الامن في بغداد.. والآن يقومون بحملات لاعتقال الصحوات.. نعم هذه
العمليات تثير مخاوفنا... لا نعرف لماذا يقومون الان باعتقال جماعات الصحوات.. هم
حتى لا يقولون السبب."
وقال" نحن فرضنا الأمن في مناطقنا.. وهم لم يفعلوا أي
شيء.. هم حتى الآن لم يدفعوا رواتبا منذ شهرين والآن نحن دخلنا في الشهر
الثالث."
ومجالس الصحوة هي وحدات يقود معظمها شيوخ من العرب السنة وتتكون من
متمردين سابقين ساعدوا في خفض حاد لاعمال العنف في بغداد ومحافظة الانبار الغربية
وأماكن أُخرى بعد ان جندتهم القوات الاميركية.
وقال المتحدث باسم وزارة
الداخلية عبد الكريم خلف "يوجد عندنا مايقارب 100 الف من افراد الصحوة.. هل هم
جميعا ملائكة.... اعتقال بعض الافراد بتهم معينة لا يعني ان الدولة انقلبت على
الصحوات... لا احد فوق القانون... نحن طردنا مايقارب ستين الفا من منتسبي الداخلية
وبعضهم أُحيل الى المحاكمة.. لماذا لا أحد يتكلم عن هذا..... نحن نعتقل كل من يرتكب
جريمة ويخالف القانون."
وقال الجيش الاميركي انه سلم آخر 10 الاف مقاتل من
مجالس الصحوة الى السلطات العراقية. وقال ان التعقيدات الادارية التي اخرت رواتبهم
تم التغلب عليها حيث حصلت الحكومة على تمويل طاريء لدفعها ابتداء من يوم
الخميس.
وقال زعماء الصحوات في الانبار انهم يؤيدون اعتقال المشهداني. وحتى
الأشخاص في بغداد الذين يوافقون على التخلص من المجرمين في صفوفهم يدعون الى
الحذر.
وقال خليل ابراهيم أحد قادة الصحوات في الاعظمية بشمال بغداد وقد
احاط به العشرات من الرجال المسلحين "نحن نقول هذا ليس بالوقت المناسب لاجراء حملات
اعتقال ضد الصحوات. الوضع الأمني في بغداد مازال قلقا ولم يستقر بعد ... جماعاتنا
هنا يتساءلون لماذا تم اعتقال عادل المشهداني من صحوة الفضل وماهي التهم ضدهم...
وهل هي تهم حقيقية."
واضاف "هم يخشون ان يكون ماجرى للمشهداني قبل ايام
سيحصل لهم في المستقبل...هل يقولون البارحة على المشهداني وغدا
علينا."
ويقول دبلوماسيون ان مستوى استياء السنة من فقدهم السيطرة في العراق
بعد عشرات السنين من خروج النخبة الحاكمة من صفوفهم لا ينبغي التقليل من شأنه ولذا
فان معاملة السلطات الشيعية لمجالس الصحوة تعد امرا حاسما.
ويقول مسؤولون
غربيون مع ذلك انهم واثقون من ان اعتقال المشهداني كان مسألة متعلقة بفرض القانون
وليس تسوية حسابات طائفية.
وقال الجنرال لويد اوستين الرجل الثاني في
القيادة العسكرية الاميركية في العراق "اعتقل المشهداني لان هناك اوامر قبض موجودة
ضده... وهذا لا يشير الى وجود اي نوع من الحملات (ضد الصحوات)."
ولم يكن
شجاع الاعظمي من صحوة الغزالية غرب بغداد مقتنعا وقال "قبل اعتقال المشهداني بيومين
تم اعتقال اثنين من قادة صحوتنا في الغزالية.. ولحد الان انا لا اعرف لماذا اعتقلا
وماهي هي التهم ضدهما."
وقال " مايجري ضد الصحوات من حملات اعتقال هي لعبة
سياسية كبيرة.. لا تخدم أحدا إلا الذين لا يريدون للأمور ان تستقيم في هذا البلد...
وهي تسيء كثيرا للمصالحة."
وقال محمد الكرطاني، احد قادة الصحوة في حي
الدورة (جنوب غرب) الجمعة ان "قوات الامن العراقية اعتقلت خلال الايام الماضية عشرة
من عناصر صحوة الدورة، بينهم عدد من القادة، بتهمة الارهاب".
واوضح ان "بين
المعتقلين زياد صبحي مسؤول صحوة منطقة الزهور وباسم محمد مسؤول منطقة المعلمين
وشاكر عبد الله مسؤول صحوة الاسكان والشيخ علي مسؤول هور رجب وعميد رشيد مسؤول
الجزيرة" وجميعها في حي الدورة.
واشار الى ان احدهم كان عميدا في الجيش
السابق.
واكد الكرطاني كذلك "اعتقال خمسة من عناصر الصحوة في سوق الاشوريين
في الدورة".
واضاف ان "تهمة الارهاب وجهت الى المعتقلين".
وقال الكرطاني
"نحن قلقون جدا حيال مستقبل الصحوات ولا نعرف اين نتجه لان الدولة والقوات
الاميركية يطاردوننا والقاعدة تستهدفنا".